اليوم "الجمعة السوداء Black Friday 2019"... يجتاح أمريكا والعالم |
وبالرغم من الإقبال الكبير من جانب المتسوقين على الشراء خلال ما يُعرف بـ"الجمعة السوداء"، كل ما يعرفه كثيرون عنها هو فقط ارتباطها بالتسوق استعداداً لأعياد الميلاد لكن قليلين يعلمون كيف بدأت والأسباب وراء انتشارها .. فكيف تحولت من أزمة اقتصادية إلى أكبر حدث للتسوق في العالم؟
و بدأت حكاية "الجمعة السوداء Black Friday" بأزمة اقتصادية ضخمة، عندما قام خبيرا المال الأمريكيان جيم فيسك وجاي غولد بشراء كمية كبيرة من الذهب أملاً في تحقيق أرباح ضخمة من خلال بيع الذهب لاحقاً بعد ارتفاع سعره، وفقاً لما نشره موقع "ديلي تلغراف".
وفي 24 من سبتمبرعام 1869، انهار سوق الذهب الأمريكي، وسمي هذا الانهيار، الذي بدأ يوم جمعة، بالجمعة السوداء، ما دفع فيسك وجاي لإعلان إفلاسهما.
وفي خمسينيات القرن الماضي، بدأ ضباط الشرطة بمدينة فيلادلفيا الأمريكية بإطلاق اسم "الجمعة السوداء" على الفترة التالية لعيد الشكر، بسبب الزحام والفوضى الناتجين عن الأعداد الكبيرة من المتسوقين والسائحين الذين يزورون المدينة، ما منع الضباط من الحصول على إجازات وأجبرهم على العمل لعدد ساعات أطول.
لكن ظاهرة التسوق التالي لعيد الشكر بدأت قبل ذلك بأكثر من عشرين عاماً، حيث أقبل الكثيرون على الشراء، حتى أن الرئيس الأمريكي السابق فرانكلين روزفلت قرر في عام 1939 تقديم الاحتفال بعيد الشكر لإسبوع كامل أملاً في أن تنعش المبيعات الاقتصاد الأمريكي حينها.
وبدأت الجمعة السوداء في الانتقال إلى دول أخرى حول العالم، وفي مقدمتها المملكة المتحدة، لتتجاوز حجم مبيعات ذلك الحدث التسوقي الضخم بالولايات المتحدة الأمريكية وحدها ستة مليارات دولار أمريكي في عام 2018.
وفي السنوات الأخيرة، انتقلت عدوى هذه العروض إلى الوطن العربي، وتحديداً تحت مسمى «الجمعة البيضاء»، وبدأت مجموعة من المحلات الكبيرة في استغلال هذا اليوم لتقديم خصومات جيدة، وبالطبع دخلت المواقع الإلكترونية على الخط لتقدم عروض مميزة.
لكن حذر باحثين في سلوكيات المستهلك من التحكم في لاشعور الناس للتلاعب بمشاعرهم ودفعهم للتسوق والشراء أشياء قد لا يكون بحاجة لها خصوصاً في مواسم التخفيضات وأن مخ الإنسان يجد صعوبة في التفكير بشكل منطقي وعملي عند اتخاذ قرار في مثل هذا اليوم كما يحارب نشطاء حماية البيئة من أجل إلغاء "الجمعة السوداء".